vendredi 29 décembre 2017

الجواب على اسئلة الصحفي باكريم -الملحق الثقافي الامازيغي اخر ساعة الاسبوع الاخير من دجنبر


ألجواب على ا سئلة الصحفي باكريم
الملحق الثقافي الامازيغي-اخر ساعة-الأسبوع الأخير من دجنبر
من هو حسن اد بلقاسم :
 انا حسن اد بلقاسم ولدت بمنزلنا المبني بالحجر والمسقف بخشب اركان في بداية سنة 1951 من والدي سي محند  ن د– بابراهيم ووالدتي لا لا رقية تيغيجوت كما يسميهما الجميع في قرية تيسكاتين.
ابي منتسب جغرافيا  ونسبا لقبيلة ادا وتغوما وأمي منتسبة  جغرافيا ونسبا لقبيلة ايتامر ، وهما معا   قبيلتان من قبائل ' حاحا " الاثنتي عشر  المعروفة كذالك ب كونفدرالية حاحا ".
ومن بين الأمور  التي ادهشتني  انني علمت أخيرا من خلال كتاب" النسر الإلهي " وبه تاريخ مكتوب عن مناطق الاطلس بالهيروغليفية لدى الفراعنة، ان سهول حاحا مذكورة بسكانها " صيادي  الأسماك  وفلاحون  ينتجون  الشعير والقمح ويربون الماعز ويلبسون جلودها منذ ألاف السنين كما ذكرت مؤلفة الكتاب " الانتربولوجية  مارث دوشوربون  الفرنكو- إيطالية  التي عاشت بالمغرب  حوالي خمسة عشر عاما بعد ان احالتها الكتابات الهيرو غليفية التي  تفحصتها في الاهرامات  والقبور واللوحات الفنية على أسماء  جغرافية امازيغية لا توجد  الا في المغرب ومن بينها  " تيفنوت " وغير "  ونون  وحاحا وتمنار وغيرها ،

1-   واقعة السجن وزيارة الوالدة لك أحدثت تحولا كبيرا في مسارك، ماذا تقول عن هذه الواقعة ؟

   والدتي كانت الحظ العظيم الذي منحني  الحياة مع ثلاث اخوات وسبعة اخوة  بعدما تزوجت شابا  طالبا حفظ القران بكامله في ذاكرته منذ طفولته،  وعلمه للأطفال في المسجد .انها كانت امرأة سعيدة مبتسمة باستمرار رغم صعوبة كل مظاهر الحياة .وهي ام سهرت باستمرار على أمور الأطفال والبيت والفلاحة وتردد وتغني اشعارا امازيغية من حين لاخر ، كنت اذكرها تتوسط النساء في الحفلات الدورية ويحضرن لها  امامها الصينية.وهي في الحياة اليومية تعمل  في البيت وفي الحقل  بدون أي تردد ، لذلك فقد كان  لها تأثير كبيرعلي  الى جانب والدي ،وهو ما جعلني بدون شك اتملك الإرادة والحب الضروريين من اجل تحقيق الأهداف  التي مكنتني من استيعاب الثقافة الامازيغية التي كانت النساء  خزانها الرئيسي في وقت مكنني ابي من تعلم الكتابة وحفظ  القرأن بكامله في ذاكرتي  في وقت مبكر ، ثم كانا معا وراء متابعتي  التعليم في  المعهد الإسلامي بتارودانت انطلاقا من فرعين في تمنار ثم تيزنيت وأخيرا في تارودانت ،حيث مقر هذا المعهد  الذي كان اغلب فقهائه واساتذته منجذبين نحو التيار الاشتراكي او التيار الإسلامي . كان هناك صراع خفي نعيشه تبعا للمواد الدراسية التي تسمح  لكل أستاذ بان يعبر عن وجهة نطره " الثورية " او الاسلامية وهو ما جعل  الأفكار الفلسفية تعمق تاثيرهافينا بعد ما درسنا قيلا عن ارسطو وافلاطون وتلامنتهم، لننخرط نحن طلبة المعهد الإسلامي بتارودانت بعد حصولنا على الباكالوريافي التيارات الطلابية الثورية النشيطة في جامعة محمد الخامس بالرباط، وهو انخراط أدى الى اعتقال  العديد من الطلبة خلال السبعينات كنت انا واحدا من بينهم ومع بعض أعضاء الثماني الثقافي مثل احمد مثالي والمدني الصالحي الذي لايزال مجهول المصير منذ اختطافه كمحام باكدير.
         وبعد اختطافي وانا طلب بالسنة الثلثة بكلية الحقوق، واعتقال خفي لمدة تقارب الشهرين تحت التعذيب في احد المعتقلات  السرية قرب سينما الزهواء  تمت احالتي مع مجموعة 11 على السجن المدني في الرباط خلال سنة 1974 .
         كان هناك حدثان صادمان اثناء الاعتقال، كان لهما تاثير عميق  هما زيارة والدتي  وموقف رفاقي  من تعليم  الامازيغية داخل السجن.واذكرهما تبعا لتاريخ  حدوثهما الزمني بعد استقرارنا بالزنزانة  رقم 13 بسجن العلو بالرباط .
-الحدث الأول حصل قبل زيارة والدتي يتمثل في ان احد رفاقي المعتقلين وهو  ( م . ر ) تلقي اول زيارة من محبوبته  في السجن ، حدثني   عن لحظات  الزيارة  وعن ازعاج الحراس خلال تلك اللحظات  ، لانه  لم  يكن يستطيع امام الحراس ان يعبر لها عن  حبه   كما يريد ثم طلب مني ان اعلمه الامازيغية لكون محبوبته تتحدثها جيدا خصوصا وان عائلتها من اكدير  مع  تأكيده بانه من الريف ولم يتمكن من تعلمها من والديه لانه ولد بالرباط .  

كان في الزنزانة حائط اسود اللون يعزل المرحاض عن الزنزانة ، رايته سبورة مثالية لتعليم الامازيغية،طلبت الطباشير من احد الحراس، فاحضره لي  وبدأت أعلم رفيقي مصطفى الامازيغية مكتوبة  بالحرف اللاتيني ، وكان الأخرون يتابعون الدرس  لكن بعد حوالي أسبوع فتحنا نقاشا  عارض فيه اغلب رفاقي تعلم الامازيغية  وكذا  الحديث حولها  وهو ما جعلني اواجههم منذ ذلك النقاش  بصفة " الشوفيينيين العرب " انطلاقا من  ادبيات الثورة الصينية  وكتابات لينين التي  تلح على " حق الشعوب من تقرير مصيرها ، وتمكينلها من تعليم لغاتها والتمتع بثقافاتها بدون أي تمييز. استمرهذا النقاش طيلة العشرة اشهر التي  قضيناها جماعة في سجن العلو قبل ان انقلة الى الرفاق في سجن غبيلة بالدار البيضاء الذين كان من بينهم نوضا والسرفاتي وبلمقدم واركال واخرين، وكان أربعة من مجموعتنا وان منهم قد اختطفنا من جديد على عتبة باب الحرية لننقل الى المعتقل السري درب مولاي الشريف بدعوى ان عقوبتنا لم تكن كافية حيث قضى ثلاثة منا سنة  به ونصف سنة إضافية بسجن غبيلة، بدون حكم رغم قضائنا سنة عن الاخلال بالنظام العام المزعوم بسجن العلو.
  معتقلوا سجن غبيلة نقلوا هذا النقاش معهم  بعد الحكم  الى السجن المركزي بالقنيطرة حيث تعمق النقاش  بعد ان شارك بنزكري في المناقشة  التي انجز  على أساسها  ديبلوم الدراسات العليا تحت اشراف  الدكتور احمد بوكوس.
-         الحدث الثاني الذي جاء  زمنيا بعد الحدث الأول  حدث في مكان الزيارة الدي  هو عبارة عن قفصين ، قفص للزوار وقفص للمعتقلين وبينهما فراغ وبهما حراس .
" كنت سعيد حينما  نودي علي لمقابلة والدتي في " البارلوار " مكان الزيارة "  وبمجرد  ما رأتني  فتحت فاها لتتكلم ، لكن تجمد الكلام  من الصدمة ،فبدأت تحرك فاها دون صدور أصوات من فرط  الدهشة او استثنائية اللحظة ، وبعد ان تمكنت من الكلام بالامازيغة، وهي التي لا تعرف غير اللغة الامازيغية تدخل الحارس  لمنعها من الكلام بالامازيغية ، وهو ما حولني من التحدث الى امي للصراع مع الحارس ولم يتوقف ذلك  الا بحضور " رئيس الحراس المعطاوي " وكان  معروفا انه كان من المقاومين في جيش التحرير وتدخل  لنهر الحارس قائلا له " هذي راها  لغة  البلاد ، واش انت ماكتفهمش " ،
    واصلت الحديث لدقائق مع والدتي  التي ارتاحت بعدما تواصلنا، لكن الضجيج الذي يحدث ،يجعل لحظات البارلوار لحظات ماساوية رغم انها تريح الطرفين .
    كان موقف الرفاق " الشوفيني " ضد تعلم الامازيغية مؤطرا بايديولوجية  القومية  العربية ، وهو شيء جعلني اواجههم بالكتاب  بمحتويات الكتاب الأحمر وكتابات لينين حول  حق الشعوب في تقرير مصيرها .
    اما موقف الحارس، فقد كان مدعما حينئذ بلافتة صغيرة مكتوبة في البارلوار  " ممنوع التحدث بغير العربية "  بجانب السياسة  الرسمية التمييزية  للدولة " لعروبية "  في المغرب.
 كان لهدين الحدثين تاثير كبير يمكن تلمسه في ديوان تاسليت اونزار،" الذي كتبت عددا من اشعاره بالسجن او في درب .م.ش وذا في المجموعة القصصية "ايماراين"=العشاق وفي كل المراحل اللاحقة في حياتي .

3-انت الان مناضل وناشط امازيغي وتجارب عديدة كيف تقيم  مسار الحركة الامازيغية ؟
    انا محام منذ سنة 1982 وانا قبل كل شيء مناضل  حقوقي مؤمن بضرورة مواصلة مسلسل التحرر الفردي والجماعي و بالعمل المتواصل من اجل الغاء كل اشكال التمييز بين النساء والرجال وبين الأمم والشعوب ، واحاول  ان امارس باستمرار قناعاتي ، واذا كنت قد اشرت الى انني  اعتقلت  في الجامعة لمجرد مشاركتي في التيارات الثورية و مسيرات طلابية سلمية و التعبير عن قناعات حقوقية  اكثر منها سياسية ، فانني  ايمانا بالمساواة بين اللغات والثقافات كان  اول ما فعلته يوم فتح مكتبي انني وضعت  لوحة امام مكتبي مكتوبة بالامازيغية والعربية .ويذكر الكثر  من المغاربة  سنة 1982 انه تم اعتقالي في شهر يوليوز من تلك السنة لمدة أسبوع كامل فقط لاني وضعت لوحتي باللغتين في اطار المساواة ، قضيت بسببها تعسفا أسبوعا كاملا بدون قانون داخل زنزانة بكوميساريا  بلاص بيتري بالرباط .
    ويعرف مناضلوا الحركة الحقوقية  والحركة الامازيغية  انني كنت واحدا من انشط أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الانسان  منذ سنة 1979 وهو تاريخ تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان  وكنت عضوا بمكتبها المركزي  في احلك ظروفها، وقد وضعت اسماؤنا في اللائحة السوداء التي اعلنها البصري في البرلمان حينئذ معتبرا انها لائحة الذين يتعاونون بشان حقوق الانسان ضد المغرب.
    ويذكر المحامون الشباب  المغاربيون انني كنت قد  انتخبت كاتبا عاما لاتحاد  المحامين الشباب بالرباط وشاركنا كشباب المحامين في اول مؤتمر مغاربي  للمحامين الشباب سنة 1990 بتونس  وهو اول  مؤتمر للمحامين صدر عنه بيان يطالب حكومات  شمال افريقيا بضمان ممارسة الحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية .
    ولن ينسى الكتاب المغاربة النقاش  الحي والجاد الذي بادرت به بمشاركة عدد من الكتاب بشأن ضرورة تعديل القانون الأساسي  لاتحاد كتاب المغرب  لكونه يكرس الأحادية  في الثقافة المغربية ، وذلك بعدما قبلت عضويتي في اتحاد الكتاب  المغاربة بناء على  طلب مرفوق  بديوان  تاسليت اونزار .
    كنت اثناء دراستي الابتدائية والثانوية احفظ  الدروس اكثر مما افهمها ،مواصلة لما كنت قد فعلته  من قبل.كنت  احفظ القرأن على يد والدي و في  " تيمزكيد  ان يغيل "  او " تيمزكيدا   أوغري  "  او تيمزكيدا ن  توفسيرين " او تيمزكيدا  ن بوهوت "  او سيدي حماد اومبارك " .
ويبدو  لي انني فهمت مع أاستاذ التاريخ والجغرافية  الأستاذ المجاطي  بالمعهد  الإسلامي بتارودانت " الدرس الخاص بكروية الأرض  ، فانتهزت  الفرصة قبل الدخول الى  القسم فكتبت بالامازيغية، مستعملا الحرف اللاتيني في السبورة،الدرس كاملا كما فهمته بالامازيغية تحت  عنوان " أكال   يكا  تاكورت "  AKAL Iga Tacourt  "  وحين دخل الأستاذ المجاطي الى القسم ووجدها مكتوبة بالحرف اللاتيني، اخذ لحظة لقراءة ما كتب، وبعد ذلك سأل من كتب هذا في السبورة ؟ رفعت يدي  وأكدت له انني من كتب  ، فاتبع ذلك بدرس  حول أهمية جنوب المغرب  كمصدرلحركات التغيير ، وبدأ يتحدث  عن بدايات  التغيير في المغرب لحركات  المرابطين  والموحدين والسعديين ، وكان ذلك بمثابة  تشجييعا لي كما احسست حينئذ " ،
    وخلال دراستنا في المعهد  اذكر اننا شكلنا مجموعة سميناها " الثماني  الثقافي " وكنا ننظم أنشطة  فيما بيننا و شاركنا في  تأسيس " مجلة مكتوبة " لم اعد اذكر اسمها مع  كل من زميلينا المعتصم(محام حاليا باكدير) وابجيك( قاض بنفس المدينة) .  
    وفي مجال التنظيمات الامازيغية كنت واحدا من ثلاثة عشر مناضلا  حضروا في اول اجتماع تاسيسي للجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبيىة التي أصبحت تسمى منظمة تاماينوت في 16 نونبر 1978 بدار الشباب بحي يعقوب المنصور بالرباط ، وهي منظمة تمكنت من استقطاب اكبر عدد من المحامين الشباب وضعوا الميثاق الثقافي " الذي حول  خطاب الحركة الثقافية الامازيغية من خطاب ادبي ثقافي ،لغوي ولسنى  الى التركيز على الحقوق الثقافية واللغوية وهو الخطاب الذي ظهر لأول مرة  بشكل قوي في ندوات  الجامعة الصيفية لسنة 1980 باكدير ثم اصبح  جزءا من الميثاق الثقافي  لمنظمة تاماينوت مكتوبا ومنشورا سنة 1981 .
    ان تقييم مسار الحركة الامازيغية قد يستلزم  ندوات يشارك فيها الفاعلون والخبراء في كل المجالات ، ولا يصح  ان  يكون تقييم فرد واحد مهما كان دوره وتجربته. وادا كان ضروريا ان اجيب، فيمكن القول بان المسار والإنجازات إيجابية جدا . فيكفي فخرا الحركة  قيامها بإعادة  التوازن الرمزي للعقل  المغربي  من خلال الانتقال من النظرة الأحادية التي تقدس الهيمنة والاستبداد والاستعباد الى  النظرة التعددية التي تنشد التحرر الفردي  والجماعي للافراد والشعوب والأمم، وهي التي يشكل حراك الريف الامتداد الذاتي والموضوعي  لها.كما يشكل المظهر الأكثر صمودا والأكثر عمقا لها ،وهو اقوى رد عقلاني سلمي على التواطئ ضد إرادة الشعب في التحرر الفردي والجماعي.

4-    انت واحد  ممن دولو القضية الامازيغية في الأمم المتحدة ماذا عن هذه التجربة ؟

كانت الحركة الثقافية الامازيغية  بكل مكوناتها قبل سنة 1980( اقصد الجمعيات الثقافية والكتاب والفنانون  وأساتذة الجامعات والشعراء والحركة الطلابية الامازيغية  والمناضلون) ، قد اقتنعو بضرورة التجمع من اجل الضغط ، وهو ما أدى الى تأسيس الجامعة الصيفية باكدير بمبادرة من اوئل المناضلين وبمشاركة الرواد في جميع المجالات وبريادة الجمعيات القائمة حينئذ ، حيث تمكنت الجامعة الصيفية ان تنطلق  بمرحلة جديدة شعارها " اللثقافة الشعبية الوحدة في التنوع " وهدفها الإقرار باللغة  الامازيغية لغة وطنية في الدستور وإقرار سياسة  لغوية وثقافية ديموقراطية ، وانشاء  معهد للدراسات و الثقافة الامازيغية،وسيلتها الضغط على المؤسسات .
       ورغم القمع والمنع الذي طال الأنشطة الثقافية الامازيغية بعد سنة 1980 خصوص بعد اعتقال مجموعة من المهتمين بالثقافة الامازيغية حينئذ وفي مقدمتهم الأستاذ الجامعي المؤرخ والشاعر المبدع بالامازيغية،وطيلة العقد، فان  الديناميكية الثقافية  أدت الى تجسيد وحدة الحركة الثقافية الامازيغية بكل مكوناتها في ميثاق اكدير سنة 1991 .وهو الذي اطر أنشطة الحركة الثقافية على المستوى الوطني محددا اهداف يجب النضال من اجل تحقيقها من طرف الجميع.
         وبعد ان تم  استنفاذ كل الوسائل بما فيها  الضغط والاحتجاج والمراسلات والندوات ،اقترحنا في منظمة تاماينوت عدم تفويت فرصة انعقاد المؤتمر العالمي لمنظمة  الأمم المتحدة حول حقوق الانسان الذي عقد في مدينة فيانا سنة 1993 مع اعداد وثيقة تؤطر العمل على المستوى الدولي  للضغط ليس فقط على الحكومة المغربية بل على  كل الدول التي توجد فيها الشعوب الامازيغية  في شمال افريقيا  وغربها ، وهذا ما  أدى الى اعداد الجمعيات الفاعلة حينئذ للمذكرة  المعروفة " مذكرة حول  الحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية  الى المؤتمر العالمي لحقوق الانسان  في فيانا سنة 1993 ، وهي التي شكلت  الاطار  الدولي لانشطة  الحركة الامازيغية على المستوى الدولي .
         نظمنا على هامش المؤتمر ندوة حول الحقوق  اللغوية والثقافية الامازيغية في شمال افريقيا  وشاركنا في مسيرة الألف  ثقافة بجانب حضورنا في لجن العمل. ولاننا فقط ممثلان فان الأستاذ احمد الدغرني اختار لجنة  حقوق الأقليات بينما حضرت انا  في لجنة حقوق الشعوب الاصلية  ، وقد  رجعنا من هناك بفكرة  ضرورة تأسيس منظمة عالمية  للامازيغيين تحت اسم الكونكريس الامازيغي  العالمي او أي اسم  قد نتفق عليه ، وكانت لجنة  حقوق حقوق الشعوب الاصلية قد  اقرت عدة توصيات من بينها تخصيص عقد عالمي للشعوب الاصلية .
         لكن اعظم ما كسبناه من هذه المشاركة  الأولية في المؤتمر العالمي للأمم المتحدة  هو تضامن  الحركات الحقوقية ومنظمات وهيئات الشعوب  الاصلية في العالم من خلال التوقيع على لائحة  عرض ميثاق اكدير والمذكرة حول الحقوق اللغوية  والثقافية الامازيغية بجانب كون المؤتمر قد شحذ اراداتنا في المواصلة .
في العام التالي سنة 1994 دعيت منظمة  تاماينوت  للحضور في الفريق العامل للأمم المتحدة  حول حقوق الشعوب الاصلية  في دورة يوليوز 1994 وخلال هذه الدورة كانت مشاركة فعالة من ممثلي الشعوب الامازيغية  من المغرب والجزائر  وبلدان  الطوارك وفوجئت الحكومات لأول مرة  بتدخل  ممثلين  للشعوب الامازيغية  في شمال افريقيا وغربها ، وكانت الجزائر  وليبيا وتونس ومصر تتدخل كلما سمعت ان  ببلادها شعوب اصليةامازيغية، فتتدخل لترفض  ما يقال من طرف الحاضرين ، لكن اهم ما كسبناه في هذا الحضور هو مواصلة التقدم بفكرة  الكونكريس الامازيغي  العالمي  واتخاذ قرار تحويلها الى واقع و تجسيدها  في " تصريح جنيف من اجل تأسيس كونكريس امازيغي عالمي " الموقع من طرف أربعة ممثلين للشعوب الامازيغية من المغرب والجزائر وبلدان الطوارك وهذا على  المستوى بلدان تامازغا  او شمال افريقيامن بينهم سالم مزهود من الجزائر واطايوب واحي من بلدان الطوارك وعمر اللوزي والكاتب من المغرب .
         اما على المستوى العالمي فقد انضممنا الى الحركة العالمية للشعوب الاصلية من خلال  الاستمرار ومواصلة الحضور المتواصل منذ مؤتمر فيانا  في اجتماعات تنسيق الشعوب الاصلية  في كل المؤتمرات الدولية .
    كسبنا بجانب ذالك تضامن الشعوب الاصلية  الافريقية ( الشعوب الامازيغية / الشعوب الطواركية / وشعوب الماساي /وشعوب البيكمي /وشعوب سان/ )على التوالي في شمال وغرب افريقيا ،  وفي شرق افريقيا وفي وسط افريقيا وفي  جنوب افريقيا " حيث توافقنامع جمعيات وتنظيمات هذه الشعوب انشاء على " اللجنة التحضيرية لتنسيق الشعوب  الاصلية الافريقية  في يوليوز  1994 ، واختارني  هذا التنسيق مسؤولا  لهذه اللجنة التي تحولت فيما بعد الى شبكة تنسيق الشعوب الاصلية الافريقية.
 انشاء هذا التنسيق للشعوب الاصلية  الافريقية هو ما جعل الأمم المتحدة تدعوني كممثل لافريقيا من اجل القاء خطاب حول " حقوق الانسان وحقوق  الشعوب الاصلية في افريقيا" حيث حضرت فعلا والقيت  خطابي  في  الجلسة العامة للجمعية العمومية  للأمم المتحدة  الخاصة بتدشين  العقد العالمي الأول للسكان  الأصليين  في 8 دجنبر 1994 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك ،وقد حملت لأول مرة في التاريخ صوت الشعوب الاصلية الموحد الى الجمعية العامة للأمم المتحدة.وبفضل هذه الوحدة في موقف الشعوب الاصلية الافريقية تمكنت ا منظمة الوحدة الافريقية ثم الاتحاد الافريقيي من  انشاء فريق خبراء  حول حقوق الشعوب الاصلية كان من بين خبرائها الصديق الطواركي الأستاذ ختالي والأستاذ الجامعي -الريس السابق للكونريس الامازيغي  العالمي لونيس من الجزائر.
         وبفضل تضامن الشعوب الاصلية  تمكنت هذه الأخيرة من كسب مواقف بعض الدول  لصالح حقوقها خلال الفريق العامل  حول حقوق  الشعوب الاصلية ، ثم الفريق العامل للجنة حقوق الانسان حول مشروع اعلان الأمم المتحدة لحقوق الشعوب  الاصلية  المؤسس سنة 1995، وادى ذلك الى  انشاء " منتدى الأمم المتحدة لحقوق الشعوب  الاصلية  بقرار المجلس  الاقتصادي والاجتماعي  رقم 22/2000 وذلك سنة 2000 وهوتجسيد قوي للاعتراف بالشعوب الاصلية ضمن نظام  الأمم المتحدة كشعوب متميزة تمثل هيئاتها على هذا المستوى.ثم قررت ان  تتألف الهيئة المذكورة  كهيئة  سياسية  للأمم لمتحدة بنيويورك  من 16 عشر    نصفهم تنتخبهم الدول على مستوى  المجلس  الاقتصادي والاجتماعي والنصف الثاني  تنتخبهم  منظمات الشعوب الاصلية  بكيفيات وردت  في القرار22/2000، وتعرفون جميعا ان المغرب   اعترف  بالهوية  الامازيغية  مباشرة  سنة  2001 وقرر انشاء المعهد الملكي  للثقافة  الامازيغية من ممثلي الجمعيات الامازيغية المعنيين ومن ممثلي عدد من الوزارات يمثلها في الغالي خبراء في القضايا الامازيغية.
 هذا التطور الذي حدث في الأمم المتحدة  تحت ضغط الحركة العالمية للشعوب الاصلية  وضمنها تنسيق  الشعوب الاصلية الافريقية والكونكريس الامازيغي العالمي  هو نفسه الذي جعلني انتخب من طرف منظمات الشعوب الاصلية الافريقية  مرتين متتاليين 2005- 2010 كخبير ممثل لافريقيا في  المنتدى الأمم المتحدة للشعوب الاصلية .         ويمكننا الان الحديث عن ان علاقة " الشعوب  الامازيغية بالأمم المتحدة " ابتداء من سنة 1993 . فقد حضر هذا المؤتمر لأول  مرة  وفد امازيغي  بقرار من الجمعيات  الموقعة للمذكرة  يتكون من محاميين هما الأستاذ ين احمد الدغرني وحسن اد بلقاسم .وقد تواصل الحضور في اهم لقاءات الأمم المتحدة وكذا مختلف المؤتمرات المنبثقة عن اتفاقيات ريو او المنبثقة عنها  والتي هي خصوصا : الاتفاقية الاطار للتغيير المناخي واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاق باريس .هذه الأخيرة اادمجت رسميا في اول اتفاق عالمي مقبول لدى الجميع حقوق الشعوب الاصلية حيث قدم ممثلو المغرب لأول مرة التزامات بحقوق الشعوب الاصلية امام تنسيقات الشعوب الاصلية في كوب 21 في باريز وكوب 22 في مراكش.


5-    يتساءل البعض عن علاقة الامازيغ بالشعوب الاصلية ؟
لقد تحدثت  أعلاه عن الالتقاء الموضوعي  والذاتي بين مختلف الشعوب   الاصلية في العالم في المؤتمر العالمي  لحقوق الانسان  في لجنة حقوق الشعوب الاصلية  وفي التنسيق العالمي للشعوب الاصلية على هامش كل المؤتمرات الدولية  الذي بدأ منذ  سنة 1993 ولا يزال مستمرا منذ ذالك التاريخ، كما ابرزت  كيفية انشاء تنسيق الشعوب الاصلية  الافريقية بعد ان التقت  كلها  في اطار  الفريق العامل للأمم المتحدة حول حقوق الشعوب  الاصلية سنة1994 بجنيف.
         ربما يكون السؤال يستهدف العلاقة  على مستوى " التعريف " من هي الشعوب الاصلية ، وكيف قبلت الأمم المتحدة وجود شعوب اصلية في بلدان تنكر وجود الشعوب الاصلية فيها ،كما في شمال افريقيا كليبيا التي كانت  تقول بان لديها شعبا عربيا واحدا ولا وجود لديها لغيره، او الجزائر التي ترد  بان الشعب الجزائري شعب امازيغي واحد عربه الإسلام.كانت ليبيا تدافع عن الشعوب الاصلية في أمريكا وترفض الحديث عنها داخل نفس الاجتماعات.
بعد نقاش  طويل بين الدول وممثلي  الشعوب الاصلية اتفق خبراء  الأمم المتحدة  على  استبعاد أي تعريف محدد لان كل تحديد يعني كذالك اقصاء .    
 وتم الاتفاق  بين الخبراء على  ان  مميزات الشعوب الاصلية تستلزم توفر جوانب  ممايلي :1-التعريف الذاتي 2-الثقافة واللغةوالقوانين والاعراف  و3-التاريخ / 4-الأرض 5-المؤسسات والبنيات 6-الوجود والاستمرار تاريخيا  قبل  الاستعماروبعده  وقبل وبعد وبعد تأسيس الدولة الوطنية او الحديثة بجانب التهميش الذي يشمل اللغة والثقافة. 7-وان تكون قد همشت لغاتها وثقافاتهتا  بسبب السياسات الاستيعابية للدولة من خلال المنع  من المشاركة في الحياة الثقافية  والسياسية في  اطار احترام هويتها ولغتها  وثقافتها ،
6-    في سنة 2011 تم ترسيم اللغة الامازيغية دستور  المغرب ومنذ ذلك الوقت تعرف القضية الامازيغية تراجعات شيئا فشيئا كأن شيئا لم يتغير ،  ماهو رايكم حول وضعية الامازيغية  اليوم ؟
ج- القضية الامازيغية هي قضية التحرر الفردي  والجماعي للشعب  الامازيغي وللشعب المغربي بكامله في اطار تعدده وهي تتطور باستمرار ولا تتراجع  ، الإقرار  باللغة الامازيغية لغة رسمية في الدستور هو نفسه انتصار رمزي كبير للقضية الامازيغية لان ذلك يعني رمزيا ان الحركة الحقوقية الامازيغية والحركة الحقوقية المغربية والتيارات التقدمية في المجتمع  المغربي تمكنت من إعادة التوازن للعقل  المغربي  وهو  ما اعطى من جهة  حرية 20 فبراير التي حملت شعارات كلها تصب ==في  نفس الاتجاه إعادة التوازن للعقل المغربي ، من خلال شعارات الامازيغية  لغة رسمية – الملكية البرلمانية والقضاء على الفساد والاستبداد ،  وبالمسيرات الاعلام الامازيغية وهو ما جعل لجنة الخبراء  المعينة  تسجل بتوازن عقلاني  كبير  عبارات مثل" الامازيغية والعربية لغتان رسميتان للدولة في اطار المساواة ، " الملكية البرلمانية " والمناصفة واحترام كرامة الانسان ، وإلغاء كل  اشكال التمييز،
         ورغم ذلك فان القضية الامازيغية  لم تتراجع بل تطورت اكثر ، وهذا ما جعل المسيرات في جميع انحاء المغرب تعلم الاعلام الامازيغية  ويتبين هذا من ان الشعب في الريف بكامله  حمل في حراك  الريف شعارات سلمية  عقلانية  معلنا بذاك فشل المشاريع التنموية في  جهة الريف ، بل وكل المشاريع في جميع الجهات ،
         التراجعات حصلت على مستوى المؤسسات التي بعد ان ضغطت عليها ديناميكية الحركة الامازيغية  او الحركة  الحقوقية  والحركة التقدمية  على المستويين الوطني والدولي ، ثم التجاوب مع مطالب  الحركة الامازيغية بعد قرار المجلس الاقتصادي  ثم الجمعية العامة تحت رقم 22/2000 اعلن الملك  محمد السادس في خطاب رسمي سنة 2001 الاعتراف  بالبعد الامازيغي للهوية المغربية وبعد ذلك  فتح المجال لجميع المؤسسات للتحضير لاعلان قراره  بتاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية في نونبر سنة 2001 وهو ما أدى الى  اتخاد خطوات تاريخية وهامة على مستوى جميع المؤسسات الرسمية  نحو إعادة التوازن رمزيا للعقل المغربي باعتماد  مبادئ التعدد والتنوع التي تفتح الباب نحو الانتقال الديموقراطي  بعد التخلي عن الأحادية  الاستبدادية من طرف مؤسسات الدولة ،
         ما حصل ان دستور 2011 كان وسيلة وقائية  ضد حركة 20 فبرايروفيضان ثورة الياسمين كما خطط له ،ولم يكن  دستورا من اجل تحقيق  الانتقال الديموقراطي ، وهذا ما جعل تحالف المناصرين لدولة الخلافة الإسلامية  بقيادة  البيجيدي ومن معه  وتحالف المناصرين لدولة  امارة المؤمنين بقيادة البام ومن معه  يغيرون  الصيغة المتوازنة ، التي  اعدها خبراء تحرير  الدستور للفصل 5 والتي تنص بشكل صريح على المساواة بين الامازيغية والعربية ( الامازيغية والعربية لغتان رسميتان للدولة ويجب تطويرهما وحمايتهما )كما كشف  ذلك الدكتور الطوزي في احدى تصريحاته مباشرة  بعد اعتماد دستور 2011 .
         الحقيقة ان القضية الامازيغية قد تقدمت كثيرا وفي جميع المجالات الرمزية ، وهو ما يجعل ديناميكية  المجتمع المناضل في الريف  مثلا تنتج حراكا صامدا لا مثيل له ، وهذه الديناميكية نفسها   التي  لوحظت  بقوة لدى  الأطفال  المتعلمين للامازيغيةفي الأقسام القليلة التي تدرس بها ،فهي تبرز التعطش للتحرر الفردي والجماعي  في اشكال مختلفة وهو ما ازعج النظام السياسي  الذي تقوى منذ 7 أكتوبر 2016 بخروجه من الانتخابات  مدعما بجناحين سياسيين اعتبرا قويين : جناح  يميني إسلامي بقيادة البيجيدي ومن معه وجناح يساري  ليبرالي بقيادة البام ومن معه.
         ورغم مظاهر  الصراع القوية بينهما  فان  تحالفهما واضح تماما من خلالتعاملهما سلبا مع القضية الامازيغية ومع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، الذي كان هو المؤسسة الفعلية التي تحمل كقنطرة إعادة التوازن للعقل المغربي نحو المؤسسات ، حيث تحالف  الطرفان على الغاء دوره الذي ابرز انه كان  فعالا في الفترة مابين 2001 و 2007  وهو نفسه ما جعل التحالف  رغم التخالف الظاهر  يقوم بالتواطئ على مستوى جميع المؤسسات وخصوصا منها البرلمان  لخرق الفصل 83 من الدستور الذي يلزم المؤسسات كلها  بإخراج القوانين التنظيمية  كلها قبل نهاية الولاية الأولى للبرلمان بعد دستور 2011.وقد تم التحالف بين جميع المؤسسات على عدم اخراج االقانونين التنظيميين  التي  علقت بها الامازيغية  في الدستور  حتى لا يتم اعتماد أي افق للامازيغية لكونها بكل بساطة قد ينتج عنها المزيد من التحرر الفردي والجماعي للشعب الامازيغي ولكامل الشعب المغربي.
السؤال 7- الفصل 5 من الدستور قيد تنظيم الامازيغية بقانونين تنظيميين وهما معا يراوحان مكانهما بالبرلمان، كيف يمكن الخروج من هذا العبث ؟
          ان القضية  الامازيغية كما سبق ان اشرت الى ذلك هي قضية التحرر الفردي والجماعي لكامل الشعب المغربي من كل اشكال الاستبداد والهيمنة  والاستلاب . تطورها تبعا لمسارها ومواصلة ديناميكيتها هو قنطرة الانتقال نحو الديموقراطية  ، فمحاولة عرقلة   هذه  الديناميكية التحررية هي التي جعلت التحالف المزدوج المحتكر للسلطات والموارد والثرواث والمحتكر كذلك  للقيم من خلال الدستور  الممنوح هو الذي  جعل المستفيدين والخائفين من الانتقال نحو الديموقراطية يكرسون  العبث .
     جاء  حراك الريف بقيادة ناصر الزفزافي ورفاقه، ليعلن فشل كل المشاريع  التنموية في منطقة الريف وليتاكد ان الفشل نفسه لحق جميع الجهات وفي جميع مناطق المغرب وهو ما وصفه الخطاب الملكي الأول الذي اعلن عن افلاس جميع المؤسسات موضحا  في الخطاب الثاني " فشل النموذج التنموي " وانعدام أي اثر للجهوية المتقدمة " ،مع العلم ان الجهوية الموسعة ليست الا جهوية ادارية مقنعة
          الخروج من حالة العبث هذه يستلزم ان تقدم كل المؤسسات النقد الذاتي كما يستلزم إعادة النظر في  بنية الدولة من خلال دستور جديد  يضمن الشراكة في السلطات والشراكة في الثروات والشراكة في القيم، لكي يكون ممكنا ضمان حق المشاركة في الحياة الثقافية وحق المشاركة في الحياة السياسية وحق المشاركة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في اطار المساواة بين الامازيغية والعربية ، بين الرجال والنساء، وبين مختلف الجهات في اطار جهوية سياسية حقيقية وفي افق اتحاد فدرالي مغاربي.
حسن ادبلقاسم 04/11/2017

            







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire