ثورة الياسمين وصفة لطيفة لكل شباب العالم من اجل اسقاط الاستبداد وقرار الديموقراطية ا
اخبرتني زوجتي بمشهد اخباري تلفزيوني جرى بالصين ونقلته احدى القنوات العالميةلم اتمكن من
رؤيته.يتعلق بحكاية الشاب الصيني الذي وقف امام متجر بالعاصمة الصينية وهو يحمل باقة زهور ياسمين ثم وضعها على حائط بشكل يجعل الياسمين بارزا للعيان، فتقدم عامل تنظيف وحمل الباقة ورماها في سلة المهملات.فاخرجها الشاب من جديد.وما كاد يفعل ذالك حتى احاط به البوليس الصيني الذي كان يراقبه عن قرب ليضع القيد في معصميه وينقله معتقلااو مختطفا الى جهة مجهولة.كان ذالك حوالي اسبوعا قبل ان اسمع في الاخبار يوم 28فبراير عن ان الالاف من الشباب الصيني تو
اعدواعلى "تجمعات االياسمين" من خلال فيس بوك وتويتر وشبكات اخرى.وقدعلم بعد ذالك ان السلطات الصينية حاولت التضييق على تواصل الشباب خوفا من عدوى ثورة الياسمين التي تنبثق بسلام وهدوء وتستمر ولا يزيدها القمع والتضييق والاعتقال الا المزيد من القوة.وتشتد كلما كانت اساليب التضييق والقمع ضدها اكبر.
عند انطلاق ثورة شباب تونس كتبت عنها تحت عنوان :ثورة الياسمين بوابة الثورة الى افريقيا من اجل اقتسام السلطة والثروة والشراكة في القيم.لقد اعتقدت انها ثورة لافريقيا ،خصوصا وانها من ابداع شباب شمال افريقيا،لكن سرعان مانتقلت الى اسيا من خلال ثورة شباب اليمن وايران ثم الصين.انها اذن ابداع تونسي شمال افريقي صالح للانتقال بسرعة الى كل جهات العالم حيث يعشش الاستبداد.انها ثورة الياسمين.فليخلد اسمها كذالك اذن.يسميها البعض "ربيع العرب"ويمكن ان يسميها اخرون "ربيع الاسلام"لكن هذا شبيه بالاسماء والمصطلحات الاقصائية مثل "المغرب العربي" وهو مايقصي مرة اخرى الامازيغ والاقباط.وقد سمعت اخيرا في الاعلام المشبع بالمصطلحات العروبية ان الثورة العربية امتدت الى الصين.والصحيح ان شعب تونس ابدع شكلا جديدا حديثا من الثورات وسمها ثورة الياسمين .فلنخلدها بهذا الاسم كشكل ابداعي من شمال افريقيا .
2
وصلتني قبل مدة لقطة الشاب الصفريوي الذي شارك في المسيرة السلمية ل20فبراير.وتحت اعين السكان تقوم مجموعة من رجال الامن بمطاردته .وبعد الامساك به،وبدل ان تنتهي مهمتهم بتسليمه لمن هو مختص ، فانهم ضربوه وواصلوا ضربه الى ان توقفت حركاته امام اعين الجميع.وقد كتبت تعليقا"هذا غير مقبول يجب اجراء تحقيق ومتابعة الفاعلين".
علمت بعد ذالك من خلال احدى الجرائد انه بعد وضعه في سيارة الشرطة احيل على المستشفى حيث مات متاثرا"بالضرب والجرح العمديين المفضيين الى الموت" من طرف رجال الامن امام سكان الحي.ولم يكن يحمل ورود اليلسمين.فصفرو لاتنتج الياسمين ولكنها تنتج ورود حب الملوك.انه كريم الشايب حسب ما عرفت به احدى الجرائد بعدما اتهم شباب 20 فبراير بصفرو السلطة بدفنه سرا خوفا من جنازة الغضب بمقبرة الغساني بصفرو بدون اجراء تحقيق .والحال ان أي سلوك من هذا النوع يجب ا يتم اخضاعه للتحقيق والمساءلة لمعاقبة الفاعلين.
3
"سلمية ،سلمية.. لاحجرة لاجنوية"شعار حملته المسيرة السلمية لحركة شباب 20فبراير باكدير يوم السبت 26فبراير.وبعد شعروا بخطر الهجوم العنيف ، رفعوا اية" حسبنا الله ونعم الوكيل"،ثم جلسوا جميعا امام البوليس الذي هاجمهم بعدما قعدوا تعبيرا عن السلام.ورغم اصابة اكثر من مائة شاب وشابة بين جروح خفيفة وجروح خطيرة وكسور ،ورغم انتزاع هواتفهم النقالة، فان هاتف احد الشبان تمكن من تصوير الهجوم الشرس ونقله الى العالم ليشهده الجميع.حدث احداث مماثلة في تيزنيت ومراكش وزاكورة وطنجة ووجدة والحسيمة والناظور وفاس.
4
ان ثورة الياسمين لطيفة هادئة، واثبتث تجربتها خلال شهري يناير وفبراير انها تظل لطيفية وهادئة كلما تجنبها عنف السلطات ،وهي تقوى وتشتد وتصمد كلما ووجهت بالقوة والعنف.فيا رجال الامن اكتفوا بدوركم في الحفظ على الامن.اما ثورة الياسمين فانها ابداع جديد للشباب في شمال افريقيا لمواجهة الاستبداد واقرار الديموقراطية في كل انحاء العالم.
5
ثورة الياسمين ووجهت بالطائرات والمدافع والبوليس والجيوش في ليبيا،كانت هادئة ولطيفة وسرعان غيرت طبيعتها بسبب احتكاكها بعنف القدافي ورجاله فتهاوت الطائرات امام لطفها ثم تساقطت الجيوش شفقة عليها وانحيازا للطافتها وهدوئها،ولم تلبث ان غنمت المدافع والرشاشات ثم باتت الدبابات تحترقامامها او تحت ارادة ثوار الياسمين.لدرجة ان القدافي اصبح مجنونا تحت ضغط تقدمهانحو قاعدته الاساسية في طرابلس.
