افتتاح السنة العالمية
حول
لغات الشعوب الاصلية
بالجمعية
العامة بنيويورك يوم فاتح فبراير 2019
خطاب باسم
الشعوب الاصلية الافريقية
حسن اد بلقاسم
يستما ءايتما
أزول فلاون =اخواتي اخواني السلام عليكم
السيد الأمين العام
للأمم المتحدة
السيدة رئسة
الجمعية العامة للأمم المتحدة
السيدات
والسادة ممثلو دول الأمم المتحدة
والمنظمات الحكومية وغير الحكومية
السيدات والسادة
المشاركون :
اخواني اخواتي
ممثلي هيئات وجمعيات وتنظيمات الشعوب الاصلية :
بداية اود ان اشكر بحرارة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي وجهت الي الدعوى بعد ان اختارني رفاقي في افريقيا لتمثيلهم في
هذا الافتتاح التاريخي للسنة الدولية حول لغات الشعوب الاصلية وذلك تنفيذا لقرار الجمعية العامة 156/73 الذي تقرر بمقتضاه تخصيص 2019 سنة للغات الشعوب بناء على
طلب مجموعة الدول والوكالات أصدقاء
الشعوب الاصلية ،الذين أوجه اليهم باسم افريقيا
شكرا خاصا وحارا لعزمهم على القيام
بدور فعال في حماية لغات الشعوب الاصلية :
1-
ان حماية لغات الشعوب الاصلية تستلزم
الاعتراف الدستوري في جميع دساتير العالم بوجود الشعوب الاصلية وبلغاتها لغات
رسمية.
2-
ان الأمم المتحدة قدمت اكبر خدمة للبشرية
باعتمادها اعلان حقوق الشعوب الاصلية،ولو بعد بعد ستين سنة من اعتماد الإعلان
العالمي لحقوق الانسان لكن الاستجابة للمعايير الواردة في الإعلانين معا لاتزال تعاني من عرقلة السياسات الاستيعابية
لاغلب دول العالم واغلب الدول الافريقية.
3-
ثم ان الاعتراف الرمزي بالقوانين او في
الدساتير، رغم انه خطوة كبيرة، فانه لايكفي،اذ لابد من تخصيص الميزانيات والموارد
البشرية الضرورية لتفعيل الاعتراف الرمزي بالاعلانات على المستوى الدولي
وبالدساتير والقوانين على المستوى الوطني لكل دولة.
4-
االكثير من الدول تبرز كاسباب لعدم قيامها
بواجباتها في هذا المجال كون ادماج لغات الشعوب الاصلية يستلزم نفقات كبيرة والحال ان
أراضي الشعوب الاصلية واقاليمها هي الأكثر
غنى بالموارد والثروات الطبيعية والمعدنية.
5-
الكثير من دول افريقيا والعالم لاتتذكر
الشعوب الاصلية الا من اجل تهجيرها او نزع أراضيها والسيطرة على غاباتها ومواردها
لتسهيل عمليات الاستغلال للشركات المتعددة الجنسية وإنجاز مشاريع كبيرة بدون احترام الموافقة
الحرة والمستنيرة للشعوب الاصلية.
6-
ان لجان الاتفاقيات الدولية اكدت في عدد من
توصياتها للدول ان المعايير الواردة في علان الأمم المتحدة بشان حقوق الشعوب
الاصلية ملزمة تماما كما المعايير الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان .
7-
ورغم ان اغلب دول العالم التزمت رسميا
بمقتضيات قرار الجمعية العامة المتعمد للوثيقة النهائية الصادرة عن مؤتمر القمة
العالمي المعني بحقوق الشعوب الاصلية سنة 2014 وصادقت على اتفاق باريز الذي يعترف
بحقوق الشعوب الاصلية، فان اغلبها افريقيا ودوليا لايزال يفضل الاستمرار في تعميق
السياسة الاستيعابية واستعمال جميع الوسائل للسيطرة على أراضيها وثرواتها في افق
شعار واحد تتعامل على أساسه الأطراف المهيمنة على القرار العالمي والافريقي هو:
المزيد من احتكار السلطات والمزيد من احتكار الثروات والمزيد من احتكار القيم.
8-
ان نضال الحركة العالمية للشعوب الاصلية
ومعها الحركة الحقوقية الدولية والحركة النسائية العالمية يتواصل من اجل اقناع
الدول وحكوماتها بشعار مناقض تماما لذالك الشعار: انه شعار"الشراكة في
القيم،والشراكة في الأراضي والموارد والثروات ، والشراكة في السلطات واقتسامها من
اجل ضمان المستقبل الأفضل لكل البشرية وشعوبها لتجسيد حقيقي للجملة الأولى التي يبدا بها ميثاق الأمم
المتحدة :" نحن شعوب الأمم
المتحدة ...وقد الينا ان نؤكد من
جديدايماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء
والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية.."
سيداتي سادتي
اخواتي اخواني
ان العالم كله يعرف شعوب الماساي في شرق افريقيا وشعوب سان في جنوب افريقيا
وشعوب الشيلي في وسطها وشعوب الطوارك والامازيغ في غربها ، والعديد من الشعوب الاصلية الاخرى وليست
هناك دولة افريقية بدون شعوب أصلية ، ولكن القليل في العالم يعلمون ان كرامة هذه
الشعوب وحياتها مرتبطة بلغاتها وثقافتها التي كانت روح صمودها امام الانقراض لالاف
السنين، لكن الكثير من دول العالم واغلب الدول الافريقية تهتم بالمشاريع الكبيرة المدرة
للربح، والمدمرة لثقافات الشعوب الاصلية ولغاتها بسبب " دافع
السيطرة على الموارد والثراث في كل مناطق
افريقيا حيث تتعاون بعض الدول الكبرى التي تعتبر نفسها ديموقراطية مع الحكام غير
الديموقراطيين بدون أي اهتمام بحقوق
الانسان وحقوق الشعوب في افريقيا.
وهكذا فان الدول الافريقية رغم انها اعتمدت
الميثاق
الافريقي لحقوق الانسان وحقوق الشعوب ،الذي يعترف بوضوح بالحقوق الفردية
والحقوق الجماعية فانها كما بعض الدول في
جميع جهات العالم تلجأ الى مواصلة
السياسات الاستيعابية ضد
الشعوب الاصلية ، وهو ما عرقل لمدة طويلة
الاعتراف بالحقوق الجماعية والفردية للشعوب الاصلية الذي لم يتم اعتماد الإعلان بشأنها الا في اول
دورة لمجلس حقوق الانسان سنة 2006 وفي الجمعية العامة يوم 13 شتنبر 2007 رغم ان تاريخ اعتماد الإعلان العالمي لحقوق
الانسان تم قبل اكثر من ستين سنة.
وفيما بين اعلان حقوق الانسان الفردية (
الإعلان العالمي لحقوق الانسان وإعلان حقوق الشعوب الاصلية سنة 2007 تم تدمير الكثير
من لغات افريقيا بسياسات الدولة – الامة الاستيعابية التي ترفض الحقوق الجماعية
للشعوب الاصلية وتحرمها تبعا لذالك من التمتع بحقوقها الفردية، ويتجلى ذالك
بوضوح الحرمان من الحق الفردي في تملك الأراضي .فالمادة 17من الإعلان العالمي
لحقوق الانسان"ينص على ان لكل فرد الحق في التملك بمفرده او بالاشتراك مع
غيره" يؤول في الدساتير والقوانين بشكل مخالف للماد5 من العهد الدولي الخاص
بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تنص على احترام الحقوق المكتسبة المكتسبة
بناء على قوانين الشعوب الاصلية"
.فالحكومات تعتبر ان نظام الملكية الجماعي
لدى الشعوب الاصلية لا يطبق لان الا علان يتعلق بالحقوق الفردية وبالتالي فان
الملكية الجماعية غير معترف به فيتم اغتصابها والسيطرة عليها بدعوى ان هذه الملكية
جماعية بدون محافظة عقارية وهذا رغم التطور الحاصل في المعايير الدولية وتوصيات
الاتفاقيات واعتماد اعلان الشعوب الاصلية والمادة 8 من اتفاقية التنوع البيولجي
واتفاقية باريس حول التغيير المناخي.
ان انقراض
لغـــــة هو انقراض كذلك لثقافة
و الخبرة في الحياة التي تحملها لغات الشعوب الاصلية ،
ان الكثير من غابات العالم حافظت عليها
الشعوب الاصلية ، وكلما تم تدمير لغة وثقافة
كلما تم تحطيم غابة مماثلة بسبب العلاقة المباشرة بين تحطيم اللغة والثقافة وبين تحطيم الكرامة الإنسانية ،وكرامة
الشعوب الاصلية. ان انقراض لغة شعب هو انقراض للعلاقة بين الانسان والأرض اوالغابة
التي اتي يعيش فيه الشعب الذي يختفي اسمه وثقافته ولغته في التاريخ والطبيعة حتى
ولو كان مستمرا في الحياة وهذا ما يتماهى مع ما تريده السياستات الاستيعابية
للدول من تنميط للقضاء نهائيا على التعدد
الثقافي واللغوي والبيولجي.
اننا في افريقيا اذ ننظر كشعوب أصلية الى
تخصيص سنة 2019 للتحسيس بأهمية لغات الشعوب الاصلية
ودورها في التنمية المستدامة تثير انتباه
العالم الى ان سياسات جديدة قد وضعت من طرف شبكات احتكار السلطة لاستعمالها في
احتكار الموارد و الثروات بدل ان توضع خطط جديدة من اجل الشراكة في القيم والشراكة في الموارد والثروات والشراكة في السلطات لبناء مجتمعات ديموقراطية .
ان الحركة الافريقية للشعوب الاصلية تستهدف في كل جهات افريقيا النضال من اجل بناء مجتمعات تحكمها دساتير ديموقراطية تضمن حق
المشاركة في الحياة الثقافية
والحياة الاقتصادية الى جانب حق
المشاركة في الحياة السياسية ،
ان استمرار السياسات الاستيعابية ضد لغات
الشعوب الاصلية يعني بكل بساطة
استمرار الاستبداد ورفض الديموقراطية بتوافق بين مراكز استغلال ثروات الشعوب الاصلية
عالميا وبين بعض الاستبداديين المتعاملين معهم للسيطرة على خيرات وموارد وثروات
افريقيا. وقد اصبح سوق الكربون مصدرا جديدا للتمويل الذي لاتستفيد منه اطلاقا
الشعوب الاصلية ، بل اصبح حافزا لبعض الحكام ليستعملوا كل الوسائل من اجل ترحيل
الشعوب لاصلية من أراضيها واقاليمها وغاباتها حتى تكون أموال سوق الكربون مضمونة
من الدول المولوثة للمتعاملين في افريقيا وكل أقاليم الشعوب الاصلية في
العالم،وهذا ما أدى الى تنظيم الشعوب الاصلية احتجاجات كبيرة وواسعة في جهات متعددة في افريقا ، يعتبرحراك الريف
الذي نطالب باطلاق سراح معتقليه ناصر الزفزافي ورفاقه الذين عانوا من محاكمة غير
عادلة فقط لمطالبتهم بالتمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية وبتطبيق دستور 2011 في
المغرب.كما ان مسيرة 'تاوادا ن واكال" المليونية بالدار البيضاء 25 نونبر2018
حملت شعار "الحق في الأرض والثروة " وكلاهما حملا الاعلام الامازيغية
التي توحد الشعوب الاصلية الامازيغية في شمال افريقيا رمزيا للإعلان عن مطالبها
العادلة كشعوب اصلية.
ان وضع
سياسات وبرامج من اجل الحفاظ على
لغات الشعوب الاصلية واستعمالها في
المدارس والجامعات هو حماية لكرامة الانسان في افريقيا وفي العالم ،
ان الدساتير الافريقية التي تعترف بلغات الشعوب الاصلية قليلة جدا ، وفي
مقدمتها جنوب افريقيا والمغرب والجزائر. امافي
تونس فانه رغم انها وضعت دستور جديدا بعد ثورة الياسمين فانه لا يعترف باللغة الامازيغية .و في شمال افريقيا
وغربها، فان دساتير مصر وليبيا وموريطانيا لاتعترف باللغة الامازيغية
لغة رسمية كما ان مالي والنيجر لا تعترف
بلغة تاماشيقت التي لا تزال
حية ، وليس هناك أي اعتراف في عدد من الدساتير الافريقية ،
وانني اود ان اقدم لكم واقعة تشهد على التقدم الذي حققته
الحركة الامازيغية في المغرب التي ناضلت
منذ اكثر من أربعين سنة : فقد فتح محام شاب مكتبه في المغرب سنة 1982 ووضع لوحة باللغة الامازيغية على مكتبه تم اعتقاله لمدة أسبوع بدون محاكمة ،
وبعد حوالي عشرين سنة تم اعتماد دستور 2011 بالمغرب أقر الامازيغية لغة رسمية ، فقد تم ادماج متعثر للغة الامازيغية في
المدارس وتم انشاء قناة امازيغية وكتبتها الإدارة على كل مؤسسات الدولة ويمكن لكم
ملاحظة حروف اللغة الامازيغية المتميز على
كل ملصقات مؤتمر التغيير المناخي لمراكش. هذا نعتبره في افريقيا تقدما كبيرا حصل في المغرب ، كما حصل مثله في الجزائر في دستور 2016 بعد االاعتراف باللغة الامازيغية لغة
رسمية .وقد اعتمد المجلس الأعلى للامازيغ في ليبيا اللغة الامازيغية لغة رسمية
وادمجها في المنظومة التعليمية والإعلامية التي يؤطرها .
غير ان الاعتراف باللغة الامازيغية في المغرب او الجزائر تم عرقلته
بضرورة اعتماد قوانين تنظيمية أدى الى تراجع ما
تحقق في هذا المجال بسبب رفض بعض
القوى أي تقدم للغات الشعوب الاصلية في افريقيا ،
وأخيرا
فانني ادعوى بهذه الكلمة القوى الكبرى في مجلس الامن ان تتعاون على حماية حقوق الانسان وحقوق الشعوب
من اجل الشراكة في القيم والسلطات
والموارد والثرواث، بدل الاستمرار في تركيز احتكار السلطات واستعمالها في احتكار
الأراضي والغابات والموارد والثروات، واحتكار تحديد القيم واستعمالها في السيطرة
بدساتير لاتعترف بالشعوب الاصلية ولا بلغاتها ولا ثقافاتها.
-
وأخيرا : اود ان اهدي لكم قصيدة شعرية
بالامازيغية يرددها المناضلون في الحركة
الامازيغية بالمغرب والجزائر:
- تورارت
ن تدرفيت نشيد الحرية
تورارت ن
تدرفيت نشيد الحرية
ءاتا فوكت نغ توليد
= شمسنا المشرقة
نيو بد
تودرت ن تليلي -
رافقتها حياة الحرية
ءارتمال
ايس ليغ - تبرهن على وجودنا
اور رزيغ اور
كنيع - لم ننكسر ولم ننحن
تامازيغت د-
ءومازيغ - المراة الحرة والرجل الحر
سينمان ءورا طون - روحان لا يفترقان
ءور تون تاماكيت
-
لم ينسيا الهوية
ءور زنزان ءور ت فلن
- لم يبيعاها
ولم يهملاها
اماضال ك اينيكي
- يا عالم كن شاهد
ماسد نكرن ايمازيغن
- ان
الاحرار نهضوا
ءاك سدوس ءايافرا
- لتعزيز السلام
د – تيدوكلا
ايمادان - و الصداقة
بين الشعوب
عن افريقيا حسن اد بلقاسم
خبير سابق في منتدى الأمم المتحدة للشعوب الاصلية
01/02/2019